افتتاح المنتدى العاشر لرياديات الأعمال لدول منطقة حوض البحر المتوسط

افتتحت سمو الأميرة سمية بنت الحسن، أعمال المنتدى العاشر لرياديات الاعمال لدول منطقة حوض البحر المتوسط، الذي ينظم بالشراكة ما بين غرفة تجارة عمان والامانة العامة لجمعية غرف التجارة والصناعة لدول حوض البحر الابيض المتوسط "اسكامى" وجمعية منظمات سيدات الأعمال في دول حوض المتوسط "افامي"وغرفة تجارة برشلونة وملتقى سيدات الاعمال والمهن الاردني.
ويقام على هامش المنتدى، الذي يعقد في غرفة تجارة عمان ويستمر يومين، جلسات عمل لسيدات الأعمال والرياديات، تتناول موضوعات حول استخدام التكنولوجيا في بدء الأعمال من المنزل والمختبرات الإبداعية، والمبادرات التجارية لدى سيدات الاعمال ورياديات الاعمال والرقمنة، وسيدات الاعمال في الاقتصاد الرقمي والتسويق الرقمي.
وقالت سموها، في كلمة لها خلال الافتتاح، إن النساء في المنطقة اثبتن أنهن قادرات على أن يكن مبدعات ورائدات في قيادة الاعمال عندما تعطى الفرصة لهن، مشيرة إلى أن هذا المنتدى يعتبر من الفعاليات التي تساهم في اثبات وجودهن وتقديم قصص النجاح ويعد فرصة لبناء استراتيجيات تنعكس ايجابا على المجتمع.
وبينت سموها ان التكنولوجيا شريك مهم للتمكين وتبادل المعرفة، وتمثل القوة الذكية في قطاع التكنولوجيا اداة مهمة لتجاوز العقبات التي تواجه رائدات الاعمال وتساعدهن في تحقيق اهدافهن، لافتة الى الحاجة لمعالجة القضايا الخاصة التي تعيق نمو الشركات الناشئة التي تقودها النساء.
وبينت سموها أن نجاح النساء سبب لازدهار المجتمعات، ففي الأسواق الناشئة تعيد النساء استثمار 90 بالمائة من دخل ريادة الأعمال في "الموارد البشرية" سواء كان ذلك بتعليم الاطفال او تغذيتهم او صحتهم، مشيرة الى أنه وفقا لتقرير مراقب الأعمال الحرة العالمي في مجال تنظيم المشاريع، فإن الوضع العالمي لصاحبات المشاريع يتحسن، حيث ازداد نشاط المرأة بنسبة 10 بالمائة منذ عام 2014.
وقالت سموها ان المرأة تعتبر مساهما حيويا في التنمية الاقتصادية العالمية، حيث تشكل النساء بحسب مركز بيو للأبحاث 40 بالمائة من القوى العاملة في 80 دولة حول العالم، مضيفة ان منذ عام 2016 كان عدد النساء اللواتي بدأن أعمال تجارية جديدة في 74 بلداً حول العالم قدر بـنحو 163 مليون امرأة.
وقال رئيس غرفة تجارة عمان العين عيسى حيدر مراد إن تطوّر الدول وتقدمها ينبثق من تقدّم المرأة، وأن التمكين الاقتصادي للمرأة يعتبر أساساً في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
واضاف "هناك الكثير من البيانات الموجودة اليوم لدى الأمم المتحدة، والبنك والدولي، والعديد من المؤسسات، ومراكز البحث تُشير إلى أن الاستثمار في المرأة لا يقتصر على محاربة الفقر فحسب، بل يساهم في ازدهارِ الدولِ وبنائِها، ويُساهم في محاربة الفساد أيضاً".
واوضح أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والتي تديرها المرأة تعتبر من المحركات الأساسية في نمو الناتج المحلي الإجمالي للدّول، وتحقيق الازدهار الاقتصادي بشكل عام.
وبين العين مراد أن المنتدى يَعْهَدُ بالتفاؤلِ لرياديّي الأعمال من النساء، حيث يرتبط ازدهار البلدان وسلامة المجتمعات ارتباطًا وثيقًا بالحالة الاقتصادية والتعليمية للمرأة في تلك المجتمعات.
وقالت رئيسة ملتقى سيدات الاعمال والمهن الأردني تغريد النفيسي إن المنتدى يهدف لدعم مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني من خلال مواكبة التطورات التي تضع المرأة الطريق الصيحي في مشاركة اكبر في قطاع الاعمال.
وبينت أن ملتقى سيدات الاعمال والمهن الاردني منذ تأسيسه عام 1976 عمل على تغير القوانين والتشريعات المتعلقة بعمل المرأة وحقوقها العمالية لتزداد مساهمتها في الاقتصاد مشيرة الى قيام الملتقى بتدريب وتأهيل سيدات الاعمال لتخرج العديد من قصص النجاح.
واوضحت النفيسي أن التكنولويجا فتحت ابواب كثير للمرأة لتزيد مساهمتها الاقتصادية خاصة في المناطق النائية مؤكدة ان ادماج المرأة في العجلة الاقتصادية يحقق للمجتمع التنمية المستدامة ويحدث تغير ايجابي في حقوقها ويحسين البيئة التشريعية والقانونية الداعمة لتطوير المرأة العاملة.
وقالت رئيسة جمعية منظمات سيدات الأعمال في دول حوض المتوسط "أفامي" ماريا فيليبي ان الجمعية ومقرها مدينة برشلونة تأسست عام 2002 واليوم لها 60 عضوا من 22 دولة بمنطقة حوض المتوسط، وتعتبر منصة للمشاريع الدولية التي تقوم بتعزيز تكافؤ الفرص بين الجنسين في سوق العمل بالاضافة لعمل دراسات شاملة وورش عمل وعقد مؤتمرات وفعاليات دولية.
واشارت الى ان ثلاثة أرباع سكان اوروبا يعيشون في دول حوض المتوسط ونصف عدد السكان بالدول العربية يعيشون بنفس المنطقة كما ان 51 بالمائة من سكان حوض المتوسط هم من النساء، مؤكدة انه فقط 3 بالمائة من ثروة العالم تديرها النساء، مبينة ان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جنوب الحوض المتوسطي تسهم في 35 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وتخلق فرص العمل مثل الشركات الكبرى.
وقال رئيس جمعية غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط الدكتور احمد الوكيل ان عنوان المنتدى " دور المرأة في التقنية –الطريق الى الامام" يعتبر رسالة واضحة وتؤكد الدعم للتحديث ومشاركة سيدات الاعمال بمختلف مناحي الحياة، مشيرا الى ان تمثيل المرأة بجلسات المنتدى يصل لنحو 85 بالمائة.
واوضح ان الحملة يتم تنظيمها وتمويلها في اطار مشروع الاتحاد الاوروبي الاقليمي الجديد لدعم ورفع قدرات منظمات دعم الاعمال وشبكاتهم بجنوب البحر المتوسط" ابسو-ميد" والذي سيستمر اربع سنوات بموازنة قدرها 6 ملايين يورو 80 بالمائة منها مقدم من المفوضية الاوروبية.
واشار الى ان هذا المشروع يتكامل مع اكثر من 22 مشروعا اقليمي ممولة من الاتحاد الاوروبي في اطار برنامج التعاون عبر الحدود ينفذها اتحاد غرف البحر الابيض" الاسكامي" وغرف اعضاء الاتحاد بموازنة تتجاوز 75 مليون يورو.
واوضح الوكيل ان مشروع "ابسو-ميد" يهدف لرفع القدرات الكلية لمنظمات دعم الاعمال في جنوب البحر المتوسط من خلال تنويع ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة مع التركيز على رواد الاعمال والمرأة والشباب.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة آندريا فونتانا إن الاتحاد الاوروبي يسعى الى مساعدة الحكومة في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل، مشيرا إلى أن هذا النمو لن يكون ممكنا بدون مشاركة فاعلة للمرأة في سوق العمل ما يستدعي فرص عمل متساوية للجنسين.
واوضح ان الفجوة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا تبدأ من المدرسة وتزيد في كل مرحلة تمر بها الفتيات والنساء، مبينا أن الأردن ليس استثناء من هذا لان النظر إلى العلوم والتكنولوجيا لايزال بانه مجال ذكوري، حيث تشكل النساء ثلث العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، كما هناك نقص في نماذج الأدوار الملهمة التي تشجع النساء على تأسيس أعمالهن الخاصة. (بترا)

02-تشرين الأول-2018 17:06 م

نبذة عن الكاتب